مدرسة ميسرة
اهلا ومرحبا بكم فى منتديات مدرسة ميسرة مع اطيب تمنياتى بالاستفادة والمتعة معا مع تحيات المدير العام للمنتديات أ / عوض الحسانى
الأخذ بالأسباب كقيمة إسلامية في القرآن الكريم 67338489547409262495
مدرسة ميسرة
اهلا ومرحبا بكم فى منتديات مدرسة ميسرة مع اطيب تمنياتى بالاستفادة والمتعة معا مع تحيات المدير العام للمنتديات أ / عوض الحسانى
الأخذ بالأسباب كقيمة إسلامية في القرآن الكريم 67338489547409262495
مدرسة ميسرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدرسة ميسرة

مدرسة ميسرة منارة العلم والتنوير
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
كل عام وحضراتكم بخير بمناسبة العام الدراسى الجديد اعاده الله علينا وعلى الامة الاسلامية والعربية بالخير واليمن والبركات

نرجو من جميع العاملين بالمدرسة وكذلك الطلاب المشاركة الفعالة فى المنتدى حتى يستفيد الجميع /عوض الحسانى

يا استاذ ايمن ابو خليل فين الهمة والنشاط

 

 الأخذ بالأسباب كقيمة إسلامية في القرآن الكريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو خليل
مشرف
مشرف



عدد المساهمات : 58
تاريخ التسجيل : 01/05/2012

الأخذ بالأسباب كقيمة إسلامية في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الأخذ بالأسباب كقيمة إسلامية في القرآن الكريم   الأخذ بالأسباب كقيمة إسلامية في القرآن الكريم Icon_minitimeالخميس أغسطس 02, 2012 10:13 pm

الأخذ بالأسباب كقيمة إسلامية في القرآن الكريم
وتطبيقاتها التربوية
أ. د. محمد علي عزب
أستاذ أصول التربية
كلية التربية – جامعة الزقازيق
الملخص:
تتناول الدراسة أهمية القيم فى الحياة بصفة عامة، وفى الإسلام بصفة خاصة. وتعرض للمعنى اللغوى والفلسفى للقيمة، وتبين أن قيمة الأخذ بالأسباب مصدرها القرآن الكريم، وتعرض كذلك لما يثبت أن الإيمان بالقضاء والقدر لا يتنافى مع الأخذ بالأسباب فى الإسلام. ثم تستعرض الدراسة للآيات القرآنية الدالة على الأخذ بالأسباب كقيمة إسلامية، ثم تعرض للتطبيق التربوى لذلك من خلال أهداف التعليم والسياسة التعليمية ودور المناهج والأنشطة والمعلم فى إكساب تلك القيمة المهمة للطلاب.
الكلمات المفتاحية للبحث: الأخذ بالأسباب – قيمة إسلامية – القرآن الكريم – تطبيقات تربوية
مقدمة :
يعد موضوع القيم من الموضوعات البحثية القديمة الجديدة التي أثارت اهتمام الباحثين في مختلف حقول العلم وخاصة التربوية منها لما للأحداث الاجتماعية والثورات الإسلامية من آثار اجتماعية وفردية كبيرة في فكر الإنسان وسلوكه علي مرّ العصور(1) ولما أحدثته الثورة العلمية والتكنولوجية من مشاكل أخلاقية هزت القيم وأحدثت خللاً بها في العصر الراهن مما أدي إلي المناداة بضرورة العودة إليها – أي القيم الخلقية – والتمسك بها .
والقيم مجموعة من الاهتمامات التي تنمو لدي الفرد من خلال التربية ، وتتمثلّ نظرة الدين الإسلامي الحنيف إلي القيم بأنها الأساس الذي تقوم عليه المجتمعات الإنسانية من خلال مكونات عدّة يحددّها البعض بالمكون العقلي والمعرفي والنفسي والأدائي والوجداني (2) وهذه تمثل الجوانب المعنوية في الإنسان .
والقيم في الإسلام مطلقة وغير نسبية لا يصيبها التغير وهي معايير ثابتة في الحكم علي الأشياء وتمثل الإطار الحياتي للإنسان والمجتمع ، وتمثل أساساً قوياً في بناء نسيج الشخصية الإنسانية وهي ربانية وثابتة وشاملة ومستمرة ومتصفة بالعمومية والتوازن والعالمية (3) .
وترتبط القيم بشخصية الفرد وتظهر في صور مختلفة من الاهتمامات والتفضيلات والأحكام لديه ، لذا فإن ترسيخ السلوك والتصورات الصحيحة عند بناء القيم وتشكيلها ينبغي الاّ يتم عن طريق التلقين ، بل ببناء أساس عقيدى متين تصبح به القيم معياراً للسلوك وتنتفي عنها صفة النسبية لتصبح أحكاماً محدّدة ذات مرجعية واضحة توجه سلوك الأفراد ، وتشكل كيانهم النفسي مما يجعل منهم جيلاً قادر على تحمل المسئولية ومواجهة القضايا التي تعترضهم وإيجاد الحلول لها(4).
وتشكل القيم اللبنة الرئيسية التي يبني عليها المنهج التربوي فضلاً علي أنها ترتبط بالميدان التربوي ككل ، لذلك لزم تأكيد دور القيم في بناء الشخصية الفردية ودورها في الحياة .
والعلاقة وثيقة بين القيم والتربية ، فالقيم أهداف نسعى إلى تحقيقها والتربية أداة منفذة لها من خلال مناهج تربوية مخطّطة ومصممة بعناية تمكنها من تحقيق نتاجاتها التربوية السلوكية بفاعلية (5) .
وينبغي أن تكون القيم الإسلامية محلّ الاهتمام لدي المسئولين في التربية ومتخذي القرار ومخططي المناهج بما تتضمّنه من عناصر كالأهداف والمحتوي والأنشطة وأساليب التقويم (6) .
والقيم تنمو لدي الإنسان من خلال الأسرة ومؤسسات التنشئة الأخرى وتتحمل تلك المؤسسات مسئولية كبيرة في ترسيخ النظام القيمى لدى التنشئة وينبغي التأكيد علي ضرورة وضوح الأحكام القيمية التي تسعي أي مؤسسة تعليمية لإكسابها لطلابها ، وأن تكون هذه الأحكام القيمية جزءاً من رؤية المدرسة ورسالتها المعلنة (7) .
والقيم لها أهمية قصوى للفرد والمجتمع فهي تحدد شخصية الفرد وتوجه سلوكه وتساعد في بناء حياة الفرد وتشكيل شخصيته وتحكم تصرفاته ومعيار لتقييم سلوكه وتقيه من الانحراف وتوجه خياراته في كافة مجالات الحياة ، وهي أساس أي نشاط إنساني كما تلعب دوراً في حل أي صراعات وتحفظ للمجتمع تماسكه ، والقيم العلمية مثل التفكير والتخطيط والطموح والاجتهاد وغيرها تسهم في تنمية المجتمع (Cool .
ويؤدي الدين دوراً كبيراً في ترسيخ بعض القيم وتغيير بعضها وعلي سبيل المثال عندما انتشر الإسلام أحدث تغيرات اجتماعية هائلة في حياة الناس وأرسي قيم موجبة مثل التعاون والتآخي بين البشر والشورى واحترام العمل مهما كان نوعه كما نبذ قيم أخري سالبة مثل وأد البنات والثأر واحتقار العبيد والاستهانة بالمرأة ... إلخ (9) .
والحقيقة أن هناك أزمة قيم في عالمنا العربي نذكر منها :
* ضعف القيم العلمية وإغلاق أبواب الاجتهاد والتخطيط والإبداع وضعف القدرة على التمحيص والتحليل .
* النزعة إلى قيم : الإتكالية وسيطرة فكرة الأنامالية .
* ازدياد الاعتمادية علي الآخر حتى في المعارف والمهارات .
* ازدياد النزعة إلي الاستهلاك وتغليب المصلحة الشخصية علي المصلحة العامة (10).
ولعل هذا يدفع إلي البحث عن القيم الإسلامية وتأصيلها وتعليمها .
وهناك قيم عديدة مشتقة من القرآن الكريم تسهم في صلاح الحياة الإنسانية مثل التكافل الاجتماعي والتعاون علي البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطلب العلم ...إلخ (11) .
وهذه القيم قد ينص عليها القرآن صراحة وقد نستنبطها بالمنطق والعقل ، ومن القيم التي لم ينص عليها القرآن صراحة الإبداع وقد سبق للباحث القيام بدراسة عنه كقيمة في القرآن (12) .
ومن هذه القيم أيضاً قيمة الأخذ بالأسباب وهذا هو موضوع تلك الدراسة من خلال استعراض الآيات الدالة علي الأخذ بالأسباب كقيمة إسلامية وتطبيقاتها التربوية كواحدة .
موضوع الدراسة :

وسوف تتناول الدراسة معالجة معني الأخذ بالأسباب كواحدة من القيم الإسلامية في القرآن وتطبيقاتها التربوية من خلال عرض القضايا التالية :
1- المعني اللغوي والفلسفي للقيم .
2- قيمة الأخذ بالأسباب مصدرها القرآن الكريم .
3- هل الإيمان بالقدر يتنافى مع الأخذ بالأسباب كقيمة إسلامية .
4- الآيات الدالة علي الأخذ بالأسباب كقيمة تربوية في القرآن الكريم .
5- التطبيق التربوي لتلك القيم الإسلامية .
منهج الدراسة :
تستخدم هذه الدراسة المنهج الأصولي الذي يعالج القضية أو الموضوع من خلال إرجاعها إلي الكتاب أو السنة النبوية .
حدود الدراسة :
سوف تقتصر الدراسة علي القرآن الكريم فقط ولعلنا نفسح المجال هنا للباحثين لدراسة تلك القضية دراسة مستفيضة من خلال الأحاديث النبوية التي تشمل أفعال الرسول وأحواله وما أقرّه ووافق عليه صلي الله عليه وسلم مثل مسألة تأبير النخل التي أقرها بعد التأكد من أنها سبب دنيوي لصلاح التّمر .
إجراءات الدراسة :
بدأت الدراسة بتمهيد تناولت فيه المقدمة والأسئلة والمنهج المستخدم والحدود ثم تتناول المعني اللغوي والفلسفي والتربوي للقيمة وكيف أن الأخذ بالأسباب قيمة إسلامية مصدرها القرآن وأن هذا لا يتنافى مع الإيمان بالقضاء والقدر ثم تناول الآيات الدالة علي كون الأخذ بالأسباب قيمة إسلامية من خلال استعراض سور القرآن الكريم من بدايته حتى نهايته مع ترك بعض الآيات التي تكرر فيها ذكر نفس السبب مثل كون الماء سبب للنبات .... إلخ .
ثم تعرض الدراسة إلي التطبيقات التربوية الممكنة لكون الأخذ بالأسباب في الحياة قيمة إسلامية في القرآن الكريم .
1- المعني اللغوي والفلسفي للقيمة :
للحديث عن الأخذ بالأسباب كواحدة من القيم نستعرض المعني اللغوي والفلسفي والتربوي للقيم :
 المعنى اللغوى :
القيم مفردها قيمة وقوم الشيء تقييماً أي حدّد السعر الذي يقابله وقوّم الشيء تقويماً فهو قويم أي مستقيم والاستقامة الاعتدال .
والقوام بالفتح العدل ، وقوام الرجل قامته وحسن طوله وقوام الأمر بالكسر نظامه وعماده ، وقوام الأمر ملاكه الذي يقوم به ، والرجل قوّام أهل بيته أي يقيم شأنهم .
وإذا أردنا أن نقيس كل ذلك على الأخذ بالأسباب فنجد أنها مسألة تندرج تحت القيم وخاصة قويم أي مستقيم ومعتدل حيث تستقيم به الأمور وتعتدل .
والقيم تعني الأشياء التي تقدر وتعني الاستقامة والاعتدال وتعني العدل وتعني الحسن وتعني عماد الأمر وقوامه (13) وهذه كلها تنطبق علي الأخذ بالأسباب.
 المعني الفلسفي للقيم :
القدر والمنزلة وما في الأشياء من خير وجمال وصواب . وهي مجموعة من الخصائص الثابتة للشيء الذي يقدر بها ويرغب فيه من أجلها لأنها تحقق فائدة ما مادية أو معنوية وهي تساعد علي الاستقامة والصلاح لحياة الكائن البشري (14) وهذه المعاني تنطبق علي الأخذ بأسباب الحياة لأنه يحقق فوائد معنوية ومادية ويساعد علي الاستقامة والصلاح كما سيتضح من عرض الآيات القرآنية التي تدعو إلى ذلك .

2- قيمة الأخذ بالأسباب مصدرها القرآن الكريم :
تعني القيم في القرآن مجموعة من الأخلاق العملية التي تصنع نسيج الشخصية وتجعلها متكاملة وقادرة علي التفاعل مع المجتمع والتوافق مع أعضائه والعمل من أجل النفس والأسرة والعقيدة (15) .
وتعني : أحكام ومبادئ سليمة ومرشدة وهادئة في الحياة (16) وهذه المعاني أيضاً تنطبق علي الأخذ بالأسباب في الحياة حيث أنه نوع من الأخلاق العملية وفي الأحكام والمبادئ السليمة والمرشدة والهادئة في الحياة .
وتجدر الإشارة أن القيم الوضعية مصدرها إما الطبيعة وإما المثال . فالطبيعة هي التي تحدد كون السلوك قيمة من عدمه عند كل من التجريبيين والوضعيين والحسيين ، وعندهم أن القيمة واقعية أي يحددها الواقع ، وجزئية أي ترتبط بموقف حياتي محدّد زمانياً ومكانياً وشمولياً ، متفاعلة مع الواقع ، والقيم تتغيّر وفقاً للواقع وغايتها تحقيق اللذة أو المنفعة الواقعية.
وبالنسبة للمثال كمصدر للقيم فيعني أن القيم سماوية عليا أو قبْلية في العقل وهي كلية تصلح لكل المواقف الحياتية عبر الأزمان والأمكنة والشخوص وهي ثابتة لا تتغيّر وهي مسبقاً موجودة وموضوعية أي موجودة في الموضوع دون دخل لنا ، وهي مستقلة عنا وغايتها معنوية أكثر منها مادية واقعية (17) .
والقيم في القرآن مصدرها القرآن نفسه من خلال تقديمه لفكرة الواجب أو ما ينبغي بحيث يتحقق التوازن الفردي والاجتماعي والحياتي بأسره بحيث يتحقق الاستقرار في الأرض والسماء (18) وهذه الدراسة سوف تثبت أن الأخذ بالأسباب قيمة مشتقة من القرآن الكريم غايتها تحقيق النفع للإنسان .
ويمكن القول أنه بالإطلاع علي الدراسات التي أجريت عن القيم في القرآن الكريم نجد أنها قد اتبعت التصنيفات الوضعية للقيم ، وهذه التصنيفات جاءت طبقاً لجوانب الإنسان أحياناً ، والإنسان عبارة عن عقل ونفس ووجدان وجسم ، وعليه صنفت القيم إلي قيم عقلية ، وقيم نفسية ، وقيم وجدانية ، وقيم جسمية .
وأحياناً أخري تجيء تصنيفات القيم وفقاً للمجالات الحياتية مثل القيم الاجتماعية ، والقيم السياسية ، والقيم الاقتصادية ، والقيم الخلقية ، والقيم التربوية (19) .
وبالنسبة للأخذ بالأسباب كقيمة إسلامية فهو عبارة عن سلوك يتخلل كافة المناشط الحياتية أيضاً .
ويمكن القول أن القيم في القرآن عبارة عن سلوك وعمل وواقع حياة لتكوين الإنسان الصالح والمجتمع السليم ، والإنسان يتزوّد من هذه القيم بالطاقات التي تمكنه من أداء رسالته في المجتمع بحيث يتحقق الانسجام والتوازن الحياتي الذي هو غاية من غايات القيم في القرآن (20) .
والقيم في القرآن تشتق من مبادئه الأخلاقية المشار إليها صراحة أو المتضمّنة فيه :
مثال العمل :
﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون ﴾ التوبة ﴿١٠٥﴾ ومثال آخر للعلم والحث عليه : ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ العلق ﴿١﴾ .
وبالطبع فإن هذه المبادئ الأخلاقية التي تنعكس أو تترجم إلي قيم إسلامية تشمل كافة جوانب حياة الإنسان ومناشطه الحياتية في تفاعلها مع بعضها البعض ومع الكون ومع الله عزّ وجل لتحقيق غاية الحياة وتكوين الإنسان الصالح ، بالإضافة إلي كون الإنسان يستمد طاقته من خلال الاتصاف بتلك القيم (21) .
والأخذ بالأسباب من القيم التي تضمنها القرآن الكريم ولها تطبيقات تربوية عدّه سنحاول إبرازها في هذه الدراسة .
3- هل الإيمان بالقدر يتنافى مع الأخذ بالأسباب كقيمة إسلامية :
يقول الإمام النووي في شرح صحيح مسلم عن القدر " أعلم أن مذهب أهل الحق إثبات القدر ومعناه أن الله تبارك وتعالي قدّر الأشياء في القدم وعلم سبحانه وتعالى أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالي وعلي صفات مخصوصة فهي تقع علي حسب ما قدرها سبحانه وتعالي " (22) .
ويقول الخطابي : " قد يحسب كثير من الناس أن معني القضاء والقدر إجبار الله سبحانه وتعالي العبد وقهره علي ما قدره وقضاه وليس الأمر كما يتوهمونه وإنما معناه الأخبار عن تقدّم علم الله سبحانه وتعالي بما يكون من اكتساب العبد " (23) .
وفي هاتين المقولتين للنووي والخطابي كفاية لإثبات أن الإيمان بالقدر لا يتنافى مع الأخذ بالأسباب ، فالإنسان يختار بحريته وإرادته ويأخذ بالأسباب وقد لا يأخذ وكل هذا مقدرّ ليس بإكراه الإنسان وكونه سيأخذ بالأسباب أم لا ، وإنما بعلم الله المسبق به ، وهذا لا يتنافى بالقطع مع دعوة القرآن إلي الأخذ بالأسباب ودعوة القرآن إلي الرضا بقضاء الله وقدره حين يأخذ الإنسان بالأسباب ويفشل أو ينجح .
4- الآيات الدالة علي الأخذ بالأسباب كقيمة تربوية في القرآن الكريم :


1- ﴿ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ﴾ البقرة ﴿٢٢﴾
الله عز وجل جعل الماء سبباً لإخراج النبات المثمر ، والثمرات تعني الشجرات ومسألة جعل الماء سبباً من أسباب الحياة من الأمور التي ارتبطت بنشأة الخلق " وجعلنا من الماء كل شئ حي " .
2- ﴿ وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ﴾ البقرة ﴿٦٠﴾
الله عز وجلّ جعل ضرب الحجر بالعصا سبباً في تفجّر الماء .
3- ﴿ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ ﴾ البقرة ﴿٧٣﴾
جعل الله عز وجل ضرب الميت ببعض أعضائه سبباً في إحيائه ، نعم إحياء الميت مسألة لا تتم إلا بأمر إلهي ولكنه أراد أن يعلمنا أن نأخذ بالأسباب في أفعالنا .
وتفسير بعضها هنا علي عدة أوجه منها : أنه اللسان لأنه آلة الكلام ومنها أنه " عجب الذنب " إذ فيه يركب خلق الإنسان ومنها أنه الفخذ ، ومنها أنه عظم من عظامها والمقطوع به أنه عضو من أعضائها (24) .
4- ﴿ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴾ البقرة ﴿١٩١﴾
الله عز وجل جعل قتال المشركين للمسلمين سبباً لقتلهم ونلاحظ هنا التكافؤ في السبب والنتيجة فقتل المشركين فعل تكافأ مع قتالهم للمسلمين .
﴿ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ﴾ البقرة ﴿١٩٤﴾
الله عز وجل جعل الاعتداء من الغير سبباً للاعتداء عليهم علي أن يكون هنا تكافؤ في الاعتداء من حيث آلة الاعتداء أو الضرر الناجم عنه وهذا يشمل المعتدين من الكافرين وأهل الكتاب بل ومن المسلمين أنفسهم إذا اعتدوا علي غيرهم فينبغي الاعتداء عليهم اعتداء يكافئ اعتداءهم وإلا لما استقامت الحياة .
5- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ﴾ البقرة ﴿282﴾
الله عز وجلّ جعل الدَين سبباً في الكتابة وهذه مسألة تستقيم بها الحياة ، لأن كتابة الدَين تحفظ للدائن حقه وتجعله مطمئناً وتحول دون احتيال المدين ، وبالتالي لا يمتنع الدائن عن إقراض المدين ولا يمتنع المدين عن سداد دينه وبالتالي تستقيم الحياة ، ثم قرن كتابة الدَين بإشهاد رجلين أو رجل وامرأتان وبدون وجود الشهود علي الدَين لا جدوى من كتابته .
6- ﴿وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ﴾ النساء ﴿١٠٢﴾
فالله عز وجل يأمر المسلمين أن يأخذوا بالأسباب أثناء الحرب وألا يغفلوا عن أسلحتهم وأمتعتهم لأن الذين كفروا يودّون ذلك ، فود الذين كفروا في أن يغفل المسلمون عن أسلحتهم وأمتعتهم كان سبباً في أن يأخذ المسلمون حذرهم حتى في أثناء الصلاة .
ويقول الإمام القرطبي في تفسير هذه الآية : روى الدار قطني عن أبي عياش الزرقي قال : كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم بعسفان ، فأستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد وهم بيننا وبين القبلة فصلي بنا النبي صلي الله عليه وسلم الظهر ، فقالوا : قد كانوا علي حال لو أصبنا غرّتهم ؛ قال : ثم قالوا نأتي الآن عليهم هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم ؛ قال فنزل جبريل عليه السلام بهذه الآية بين الظهر والعصر (25) .
فالكفار هنا أرادوا الغدر بالمسلمين أثناء الصلاة فكان هذا سبباً أن أمرهم الله بالأخذ بالأسباب والاحتياط من العدوّ أثناء الصلاة بأن أمر الله عز وجل الرسول بتقسيم المسلمين إلي طائفتين طائفة تصلي وطائفة تحرس ثم يحدث التبديل بعد ذلك أي بعد انتهاء الطائفة الأولي من الصلاة تتولى هي الحراسة وتصلي الطائفة التي كانت تتولى الحراسة .
7- ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْض ﴾ المائدة ﴿٣٣﴾
الله عزّ وجل جعل الإفساد في الأرض سبباً للقتل أو الصلب أو قطع الأيدي والأرجل أو النفي في الأرض ، وبذلك تستقيم الحياة وبدون ذلك سوف ينتشر الهرج والمرج وتسود الفوضى وتضطرب الحياة الاجتماعية ، واستئصال الذين يسعون في الأرض فساداً أشبه باستئصال الورم الخبيث من الجسد أو استئصال الثمر العاطب من القفص أو الشوب من الماء واللبن .
والذي عليه الجمهور أن هذه الآية نزلت في العرنيين روي أبو داود عن أنس بن مالك : أن قوماً من عرينه قدموا علي رسول الله فاجتووا المدينة (أصابهم المرض) وهو داء الجوف إذا تطاول وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها واستوخموها ؛ فأمر لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم بلقاح وأمرهم أن يشربوا من أبوالها وألبانها فانطلقوا، فلما صحوا قتلوا راعي النبي صلي الله عليه وسلم واستاقوا النعم وبلغ النبي خبرهم أول النهار فأرسل في آثارهم فأمر بهم فقطعت أيدهم وأرجلهم وسمر أعينهم (أي فقأها) والقوا في الحرة (أرض خارج المدينة بها حجارة سوداء) يستسقون فلا يسقون فنزلت هذه الآية (26) .
فهؤلاء القوم سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله والمحارب هو من أخاف السبيل وأخذ المال وقتل ، فقطع الرجل لمن أخاف السبيل وقطع اليد لمن أخذ المال والقتل لمن قتل (27) .
وتجدر الإشارة أن هذه الآية تضمنت القصاص في ثلاثة أمور:
الأمر الأول : من أخاف السبيل (قطاع الطرق) فهذا الفعل سبب لقطع الرجل .
الأمر الثاني : سلب المال (السرقة) وهذا الفعل سبب لقطع اليد .
الأمر الثالث : القتل وهذا الفعل سبب لقتل من قتل وهذه كلها تبين أن الحدود أسباب لاستقامة الحياة وأنها تزيد وتنقص من حيث حجم الجرم أو الفحش الذي يرتكبه الإنسان .
﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّه ﴾ المائدة ﴿٣٨﴾
الله عز وجلّ جعل السرقة سبب لقطع الأيدي للتنكيل بالسارق وفضيحته، وفي ذلك استقامة لأسباب الحياة ، لأنه لا يمكن بحال من الأحوال أن يستقيم مجتمع به حرامية يسرقون أو ينهبون المال العام أو الخاص .
وتجدر الإشارة أنني ذكرت تلك الآية رغم أنه كان من الممكن الاكتفاء بما ورد في آية الحرابة والتي تضمنت قطع يد السارق ، وذلك لأنني أردت أن أوضح عدّة أمور قد تستشكل علي البعض .
الأمر الأول :
أن قطع يد السارق ليست قاصرة علي فئة أو طبقة دون غيرها من الناس بل العكس فالمتتبع لعهد الرسول وأبي بكر وعمر نجد أنهم قطعوا يد من هم ينتسبون إلي طبقات اجتماعية ذات شرف ومكانة .
الأمر الثاني :
أن القطع لا يكون إلا لمن سرق ربع دينار فصاعداً فالذي سرق أقل من ربع دينار لا تقطع يده باعتباره سرق لكي يقتات أما الذي سرق ربع دينار فصاعداً فهو سرق للنهب والسلب (28) .
ولعل في هذا ما يغني للردّ علي الذين يشككون في تطبيق حد السرقة ويقولون لو تم ذلك لقطعت أيدي المجتمع بأسره ، نقول لهم هذا قياس فاسد .
وتجدر الإشارة أيضاً أن قطع يد السارق حكم أقرّه الإسلام وقد كان موجوداً من قبل ، يقول الأمام القرطبي " وقد كان موجوداً قبل الإسلام وأول من حكم بقطع يد السارق في الجاهلية الوليد بن المغيرة ، فأمر الله بقطع يد السارق في الإسلام فكان أول سارق قطع يده رسول الله صلي الله عليه وسلم في الإسلام من الرجال الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ومن النساء مرّه بنت سفيان بن عبد الأسد من بني مخزوم (29) .
ويقول الأمام القرطبي مؤكداً أن القطع ليس علي العموم كما ذكرنا وظاهر الآية العموم في كل سارق وليس كذلك لقوله عليه السلام " لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعداً " فبين أنه إنما أراد بقوله : " والسارق والسارقة " بعض السراق دون بعض ، فلا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار أو فيما قيمة ربع دينار وهذا قول عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي رضي الله عنهم وبه قال عمر بن عبد العزيز والليث والشافعي وأبو ثور(30) .
8- ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ َ﴾ الأنفال ﴿٦٠﴾
الله عز وجل جعل من إعداد القوّة ( والتي كان يعبّر عنها آنذاك برباط الخيل ) سبباً في ترهيب - وليس إرهاب - عدوّ الله وعدوّ المسلمين وترهيب آخرون لا يعلمهم المسلمون ولكن الله يعلمهم ، وهذا سبب هام من أسباب بقاء المسلمين وعدم ضعفهم واستهانة عدوّهم بهم ، نحن نملك من أسباب المال والعتاد ولكننا لا نعد العدة لهؤلاء الذين جعلوا النيل منا وانتقاصنا وتحقيرنا هدفاً لهم بل جعلوا من أرضنا وعروبتنا وإسلامنا مطمعاً لهم ، وبدلاً من أن نعدّ العدّة لترهيبهم نستبق إلي إرضائهم ونيل الرضا منهم فهناّ عليهم وهانت علينا أنفسنا .
ولكي تستقيم حياة المجتمع المسلم لابد من الإعداد القوي بالسلاح والجيوش لترهيب العدّو وإجباره علي احترامنا وعدم الطمع في النيل منا .
والعدة : السلاح والقسّ ( جمع قوس ) وكل ما يرمي به وفي صحيح مسلم عن عقبة بن عامر قال : سمعت رسول الله صلي الله علية وسلم وهو علي المنبر يقول : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوّة ألا إن القوة الرمي إلا إن القوة الرمي إلا إن القوة الرمي (31) .
وما يرمي به في الوقت الراهن يشمل الصواريخ والطائرات والمدفعية والدبابة والرشاش والبندقية .... إلخ .
ورباط الخيل تعني في العصر الحديث المدرعات والعربات الثقيلة وأدوات النقل وهذان الأمران هما عماد أي حرب في الوقت الراهن .
9- ﴿ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ يوسف ﴿٦٧﴾
في هذه الآية نجد سيدنا يعقوب عليه السلام يأمر أولاده بألاّ يدخلوا من باب واحد لأنه كان يخشى عليهم من الحسد رغم شدّة إيمانه بالله وعلمه بأنه لا يغني عنهم من الله شيء ، ولكنه يأخذ بالأسباب .
يقول الأمام القرطبي : لما عزموا علي الخروج خشي عليهم العين فأمرهم ألاّ يدخلوا مصر من باب واحد وكانت مصر لها أربعة أبواب ، وإنما خاف عليهم العين لكونهم أحد عشر رجلاً لرجل واحد وكانوا أهل كمال وجمال وبسطة وهذا دليل علي التحرز من العين والعين حق (32) .

10- ﴿ اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا ﴾ يوسف ﴿٩٣﴾
الله عز وجل جعل وضع قميص يوسف علي وجه أبيه سبباً لردّ بصره إليه وكان من الممكن أن يحدث ذلك بدون وضع قميص يوسف علي وجه أبيه ، ولكن الله أراد أن يعلمنا الأخذ بالأسباب ، فقميص يوسف فيه ريح يوسف " إني لأجد ريح يوسف " وريح يوسف فيه استقرار وأمان نفس وشفاء لأبيه وردّ نظره أو بصره إليه .
وتجدر الإشارة أيضاً أن قميص يوسف هو قميص جدهّ إبراهيم الذي نزل به جبريل عليه السلام وألبسه إياه لتكون النار برداً وسلاماً عليه حينما ألقاه قومه فيها حينما حطم الأصنام .
11- ﴿ وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٥﴾ وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُون ﴾ ﴿16﴾ النحل ﴿15- 16﴾
فالله عز وجل جعل الجبال سبباً لعدم ميدْ الأرض أو اضطرابها أو تمايلها ، ويقول وهب بن منبه : خلق الله الأرض فجعلت تميد وتمور ، فقالت الملائكة إن هذه غير مقرّة أحدا علي ظهرها ، فأصبحت وقد أرسيت ولم تدر الملائكة ممّ خلقت الجبال ويقول علي بن أبي طالب لما خلق الله الأرض فقمعت ومالت وقالت : أي رب أتجعل علي من يعمل بالمعاصي والخطايا ويلقي علي الجيف والنتن ، فألقي الله فيها من الجبال ما ترون وما لا ترون (33) .
ويقول الأمام القرطبي وفي هذه الآية أدل دليل علي استعمال الأسباب وكان قادراً علي سكونها دون الجبال (34) .
وفي هذه الآيات أيضاً جعل الله العلامات دليلاً ليهتدي به الناس بالنهار والنجوم ليهتدي بها الناس ليلاً كما جعل الأنهار والسبل – أي الطرق – مسالك ليهتدي بها الناس إلي حيث يقصدون من البلاد فلا يضلوا ولا يتحيرّوا وهذه كلها أسباب أو دلالة علي ضرورة الأخذ بالأسباب في الحياة .
12- ﴿ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ﴾ النحل ﴿٦٩﴾
الله عز وجل جعل أكل النحل من الثمرات في كل السبل سبباً لكونها تخرج عسلاً مختلف الألوان فيه شفاء لمعظم الأمراض بسبب اختلاف الثمر والسبل التي يسلكها النحل ليأكل من هذا الثمر .
13- ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ﴾ النحل ﴿٧٨﴾
فالله عز وجل جعل السمع والأبصار والأفئدة أسباب للعلم والإدراك بعدما أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئاً ، يقول الأمام القرطبي : فالسمع لسماع الأمر والنهي والأبصار لنبصر بها آثار صنعه والأفئدة لنصل بها إلي معرفته ، وفي السمع إثبات النطق لأن من لم يسمع لم يتكلّم وإذا وجدت حاسة السمع وجد النطق( 35 ) .
14- ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِي﴾ النحل ﴿٨٠﴾
ففي هذه الآية ضرب آخر من الأخذ بأسباب الحياة فالبيوت سكن للإنسان خاصة وأنه بحاجة إلي السكينة والهدوء وفي حالة السفر يمكنه أن يتخذ من جلود الأنعام بيتاً لتحقيق تلك السكينة التي لا يمكنه الحياة بدونها وجعل أيضاً الأصواف والأوبار والأشعار أثاثاً ومتاعاً للإنسان خاصة وأن الإنسان بحاجة إلي الأثاث والمتاع في الحياة وبدون الأثاث والمتاع لا تستقيم حياته .
ويقول الأمام القرطبي يسكن يعني هدوء الجوارح وهذا يتحقق من خلال ما يستر الإنسان من جهاته الأربع وله سقف وفلك (أرض) وهذا هو البيت والله عز وجل خلق الإنسان متحركاً ولكنة بحاجة إلي السكون وهدوء الجوارح لكي تستقيم حياته ولذلك جعل البيت سبب لتحقيق تلك السكينة ثم هو بحاجة إلي الأثاث والمتاع أيضاً بمعني ما يفرشه الإنسان وما يلبسه وهذه أمور تتعلق بالمبيت والسكينة (36) .
15- ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ ﴾ النحل ﴿٨١﴾
في هذه الآية أيضاً ضرب من الأخذ بالأسباب التي تستقيم بها حياة الإنسان فالبيوت والشجر سبب للظلّ والجبال سبب للأكنان جمع كن وهو الواقي من المطر والريح وغير ذلك ، وهي هنا الغيران في الجبال ، جعلها الله عدّة للخلق يأووت إليها ويتحصنّون بها ويعتزلون عن الخلقة فيها ، والسرابيل ( هي القمص أحدها سربال وهي تقي الإنسان ) من الحرّ وتعني الدرع التي تقي الإنسان أثناء الحرب وهذه كلها ضروب من الأسباب لن تستقيم الحياة إلا بها.

16- ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ﴾ الإسراء ﴿١٢﴾
الله عز وجل جعل الليل والنهار ليبتغي الإنسان الفضل من ربه في تصريف معاشه بالنهار الذي يبصر فيه وليعلم الإنسان عدد السنين والحساب وهذه من أسباب استقامة حياة الإنسان ، فالإنسان لا يمكن الحياة بدون العمل الذي يبتغي فيه الفضل من الله وبدون علم عدد السنين والحساب .
ويري بن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم " فلو ترك الله الشمس والقمر كما خلقهما لم يعرف الليل من النهار ولا كان الأجير يدري إلى متى يعمل ولا الصائم إلى متى يصوم ولا المرأة كيف تعتدّ ولا تدري أوقات الصلوات والحج ولا تحلّ الديون ولا حين يبذرون ويزرعون ولا متى يسكنون للراحة لأبدانهم ولذلك جعل الله الليل والنهار (37) .
17- وفي قضية الخضر مع سيدنا موسى في مسألة خرق السفينة وقتل الغلام وبناء الجدار مجموعة من سبل الأخذ بالأسباب كما بينت الآيات .
يقول الله عزّ وجل :
قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا﴿٧٠﴾ فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ﴿٧١﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴿٧٢﴾ قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا﴿٧٣﴾ فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا﴿٧٤﴾ ۞ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴿٧٥﴾ قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴿٧٦﴾ فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا﴿٧٧﴾ قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا﴿٧٨﴾ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا﴿٧٩﴾ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا﴿٨١﴾ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا﴿٨٢﴾ الكهف ﴿70 - ٨٢﴾
فهذه الآيات تبيّن أن الخضر عليه السلام أخذ بالأسباب -رغم غياب العلم بها بالنسبة لسيدنا موسى -حين خرق السفينة ملك المساكين الذين كانوا يعملون في البحر لأنه كان هناك ملك ظالم في الجانب الآخر من النهر يأخذ السفن التي تصلْ إلي هناك غصباً ، وكذلك أيضاً حين قتل الغلام الذي كان سيصبح كافراً ويرهق والديه طغياناً وظلماً وحين بني الجدار في القرية التي أبت إطعامهما للحفاظ علي كنز دفين لغلامين يتيمين في المدينة .
18- ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ الأحزاب ﴿٥٩﴾
في هذه الآية الكريمة نجد الله عز وجل يأمر النبي بتبليغ النساء من المؤمنات بأن يدنين عليهن من جلابيبهن وجعل ذلك سبباً لعدم معرفة الغير لهن وإيذائهن ، وهذا ضرب من الأخذ بالأسباب فيما يتعلق بلباس المرأة وضرورة سترها لنفسها حتى لا تتعرض للأذى من الغير من ذوى النفوس الضعيفة أو القلوب المريضة .
يقول الأمام القرطبي :
لما كانت عادة العربيات التبذّل وكنّ يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء ، وكان ذلك داعية إلي نظر الرجال إليهن وتشعّب الفكرة فيهن أمر الله رسوله صلي الله عليه وسلم أن يأمرهن بإرخاء الجلاليب عليهن إذا أردن الخروج إلي حوائجهن(38).
19- ﴿ اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿١٢﴾ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون ﴾ ﴿١٣﴾ الجاثية ﴿12 - 13﴾
الله عز وجل جعل البحر سبباً لجريان الفلك بما تحمل من أشياء ثقيلة يصعب حملها أو نقلها حتى يبتغي الإنسان من فضل الله بما يتيسر له من سبل الحياة كما جعل كل شيء مسخّر في السماء والأرض للإنسان حتى تستقيم حياة الإنسان وتزدهر ويتحقق الرقي والبقاء والنهضة .
20- ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز ٌ ﴾ الحديد﴿٢٥﴾
الله عز وجل أرسل الرسل بالمعجزات وبالكتب والحكم بين الناس ليستقيم العدل وتستقيم حياة الناس به . فالعدل الذي جاء به الرسول هو سبب الحياة وهذه مسألة خطيرة جداً فبدون العدل لن تستقيم الحياة ، وهذا يقطع الطريق أمام دعاة الديمقراطية والمتحاملين علي الإسلام ظلماً وجوراً ويؤكد لهم حقيقة كون الإسلام أدرك أهمية العدل بين الناس كأساس لاستقامة الحياة البشرية ، وبدونه لن تستقيم حياة أي مجتمع طويلاً ، ولن يتقدم أي مجتمع وينهض ويسود بدون العدل.
وبالنسبة للشق الثاني من الآية نجد الله عزّ وجل يجعل خلق الحديد سبباً لحدوث البأس والمنافع لحياة الإنسان وكلاهما أمران ضروريان لاستقامة الحياة البشرية ، والبأس الشديد منه السلاح والمنافع منها السكين والفأس والإبرة ونحوه .... إلخ .
5- التطبيقات التربوية للأخذ بالأسباب كقيمة في القرآن الكريم :
تبدأ هذه التطبيقات التربوية مع صياغة فلسفة التعليم وأهدافه منذ بداية السلم التعليمي . ويمكن أن تتضمن فلسفة وأهداف التعليم إكساب أولادنا الأخذ بالأسباب كواحدة من القيم الإسلامية الهامة التي نحتاج إليها في حياتنا .
فالغرب يأخذ بالأسباب في كل شيء وقد يكون هناك فشل في بعض الأحيان ولكن هذا لا يثنيهم عن الأخذ بالأسباب مهما كلفهم هذا الفشل ، يحدث هذا في تجارب الفضاء وفي التجارب العلمية التي تتم بشكل دائم .
يمكن التطبيق التربوي للأخذ بالأسباب علي مستوي المناهج والمقررات الدراسية من خلال بعض الآيات القرآنية التي تبيّن كيف أن الماء سبب للحياة وللإنبات وكيف أن الحديد له منافع شتي نعرفها وقد لا نقرها منها ونبحث عنها للاستفادة منها .... إلخ .
يمكن ذلك أيضاً من خلال بعض الأنشطة المدرسية التي يمكن من خلالها بناء نماذج للبيوت ونحت أكنان من الصخور ورسم نماذج للأشجار التي نستظل بها كما بيّنت الآيات القرآنية .
يمكن ذلك أيضاً من خلال المكتبة وأن نطلب من التلاميذ قراءة بعض الكتب عن الأخذ بالأسباب في الحياة وأن هذا لا يتعارض مع الإيمان بالقّدر ، وأن الإيمان بالقدر لا يعني إلغاء أو نفي الأخذ بالأسباب وأن يطلب من التلاميذ كتابة موضوعات أو مقالات تبرز أهمية الأخذ بالأسباب لاستقامة الحياة .
يمكن أن يقوم المعلم بدور هام في إكساب الطلاب قيمة الأخذ بالأسباب باعتباره مربّياً ومعلماً وهذه المسألة لا تقتصر علي معلم بعينة دون آخر ، ولكن يمكن لسائر المعلمين القيام بذلك من خلال نصائحهم وتوجيهاتهم التي يقدمونها للطلاب ومن خلال معظم المواد التي يقومون بتدريسها وعلي الأخص مادة العلوم والدراسات الاجتماعية واللغة العربية والدين .... الخ .
يمكن أن تقوم الإدارة المدرسية بدور هام في هذه المسألة خاصة حين تتبنى مسألة إكساب الطلاب كافة القيم العلمية بصفة عامة وقيمة الأخذ بالأسباب بصفة خاصة من منطلق أنها لا تقل أهمية عن سائر القيم العلمية الأخرى مثل التفكير العلمي والإبداع والابتكار .... الخ .
يمكن ذلك أيضاً من خلال الإذاعة المدرسية خاصة وأنها تصل إلي شتى الطلاب في طابور الصباح وغيره وأن يتم تخصيص موضوعات تتعلق بمسألة الأخذ بالأسباب كقيمه إسلامية ينبغي العمل بها نظراً لأهميتها .
ومن خلال علاقة المدرسة بالمجتمع المحلّي يمكن عمل ندوات أو حفلات أو مؤتمرات لمناقشة مسألة الأخذ بالأسباب كقيمه إسلامية وعدم ترك الأمور للصدفة والتخلّص من السلبية المبرّرة خطأ بأن ندع الأمور تسير ولا دخل لنا بها لأننا مسيرّين ولسنا مخيرين وأن نبرز أن المسائل تسير بإرادة الله لسبق علم الله بها كما أوضحت كتب التفسير الصحيحة .
الهـوامــش:
1- كوثر السيد : " أثر المنهج الخفي للتربية الرياضية المدرسية علي السلوك الجيد لتلميذات المرحلة الإعدادية " ، مجلة كلية التربية ، جامعة الزقازيق ، العدد 44 ، 2003م ، ص 1 .
2- محمد الخوالدة ، أحمد الشوحة - : " القيم التربوية المتضمنة في كتب التربية الإسلامية المقررة للصفوف الأربعة العليا من المرحلة الأساسية " ، في الأردن – مجلة اتحاد الجامعات العربية للتربية وعلم النفس ، العدد 3 ص 85 .
3- ماجد الجلاد : " تعليم القيم وتعليمها تصوّر نظري وتطبيقي لطرائق واستراتيجيات تدرب القيم " ، دار المسيرة ، عمان ، 2005م، ص 94 .
4- محمد الخوالدة ، أحمد الشوحة : مرجع سابق ، ص 9 .
5- عبد المجيد نشواتي : " علم النفس التربوي ، دار الفرقان " ، عمان ، ط رابعه ، 2003م ، ص 265 .
6- رمزي هارون ، ناصر الخوالدة : " تحليل القيم الإسلامية المتضمنة في أناشيد رياض الأطفال " في الأردن ، المجلة الأردنية في العلوم التربوية ، عدد 1 ، مجلد 4 ، 2005م ، ص 265 .
7- ريتشارد دوفون ، روبرت ايكر : " المجتمعات المهنية التعليمية أثناء العمل"، ترجمة مدارس الظهران الأهلية ، دار الكتاب التربوي ، المملكة العربية السعودية ، 2001م ، ص 105 .
8- محمود عطا حسين عقل : " القيم السلوكية ، مكتب التربية العربي لدول الخليج ، الرياض 1422 ، 2001م ، ص ص 70 – 72 .
9- المرجع السابق : ص 88 .
10- المرجع السابق : نقلاً من أحمد عبد الحليم : " القيم في نظم التعليم العربية، مؤتمر القيم والتربية في عالم متغير ، 1999م ، جامعة اليرموك ، الأردن ، ص 10 .
11- فهمي محمد علوان : القيم الضرورية ومقاصد التشريع الإسلامي ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1989م ، ص 61 .
12- محمد علي عزب : " الإبداع كقيمة تربوية في القرآن الكريم " ، مؤتمر الإبداع في التعليم والثقافة ، مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ، الأهرام ، رابطة التربية الحديثة 1996م .
13- الرازي ، محمد أبي بكر عبد القادر الرازي : " مختار الصحاح " ، دار إحياء الكتب العربية ، د . ت ، ص 279 .
14- فهمي محمد علوان : مرجع سابق ، ص 91 .
15- جابر قميحة : " المدخل إلي القيم الإسلامية ، دار الكتاب المصري ، القاهرة ، 1984م ص 1 .
16- مقداد بالجن : " الاتجاه الأخلاقي في الإسلام ، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، 1990م ، ص 213 .
17- توفيق الطويل : " الفلسفة الخلقية " ، منشأة المعارف ، الإسكندرية ، 1990م، ص 121 .
18- محمد عبد الله دراز : " دستور الأخلاق في القرآن " ، دكتوراه منشورة ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1993م ، ص 677 .
19- عبد المقصود ذكي البابلي : " بعض القيم المتضمنة في الصحافة الإسلامية " ، رسالة ماجستير ، كلية التربية ، جامعة الزقازيق، 1990م ، ص83.
- فوزية دياب : " القيم والعادات الاجتماعية " ، دار الكتاب العربي ، القاهرة ، 1996م، ص 184 .
20- محمد كامل حتة : " القيم الدينية والمجتمع " ، دار المعارف ، القاهرة ، 1983م، ص 5 .
21- محمد عزيز الحبابي : " الشخصانية الإسلامية " ، دار المعارف ، القاهرة، ط خامسة ، 1993م ، ص 144 .
22- صحيح مسلم : " شرح النووي " ، دار الكتب العلمية ، لبنان، ج1، ص155 .
23- المرجع السابق : ص 155 .
24- تفسير القرطبي : " الجامع لأحكام القرآن " ، دار الريان للتراث ، القاهرة، د . ت ، جـ 1 ، ص 388 .
25- المرجع السابق : جـ 3 ، ص 1934 .
26- المرجع السابق : جـ 4 ، ص 2145 .
27- المرجع نفسه : جـ 4 ، ص 2149 .
28- المرجع نفسه : جـ 4 ، ص 2157 .
29- المرجع نفسه : جـ 4 ، ص 2157 .
30- المرجع نفسه : جـ 4 ، ص 2157 .
31- المرجع نفسه : جـ 5 ، ص 2874 .
32- المرجع نفسه : جـ 5 ، ص 3455 .
33- المرجع نفسه : جـ 6 ، ص 3706 .
34- المرجع نفسه : جـ 6 ، ص 3707 .
35 – المرجع نفسه : جـ 6 ،ص 3767
36- المرجع نفسه : جـ 6 ، ص 3768 .
37- المرجع نفسه : جـ 6 ، ص 3844 .
38- المرجع نفسه : جـ 8 ، ص 5325 .

هذا البحث أعجبني فتم نقله للاستفادة

وبالأخص قيمة الأخذ بلا سباب في الشريعة الإسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأخذ بالأسباب كقيمة إسلامية في القرآن الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» معجزات القران الكريم العلمية
» الاعجاز العلمى فى القران الكريم بالصور

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدرسة ميسرة  :: الانشطة المدرسية-
انتقل الى: