مصر رائدة الدول الأفريقية

مصر رائدة الدول الأفريقية

إن العلاقات المصرية الأفريقية تعتبر قوية طوال عهدها، وإن كانت قد انتكست في بعض الفترات، ولكنها كانت تسير، فمصر لديها أكبر عدد من البعثات الموجودة في أفريقيا، والعكس صحيح، فبعثات معظم الدول الأفريقية ممثلة في القاهرة.
أن مصر تقدم مساعدات فنية كبيرة للدول الأفريقية، وفي أحوال الجفاف والفيضانات تقدم مصر أيضًا إغاثة الشعوب الأفريقية، بالإضافة إلي قيام مصر بتدريب العديد من الأفارقة في مختلف التخصصات من دبلوماسية وعسكرية وفنية وطبية، فمصر لديها أكثر من 15 ألف طالب يدرسون في المعاهد والجامعات المصرية، ولكن الأمر يحتاج إلي دفعة شعبية وزيادة للوعي وإيمان قوي من الشعب المصري بأهمية علاقات مصر مع كل الدول الأفريقية، وليس فقط مع دول حوض النيل.
وعن زيارة رئيس البرلمان الأفريقي لمصر أوضح الأمين العام المساعد السابق لمنظمة الوحدة الأفريقية أنه لأول مرة سيعقد فيها البرلمان الأفريقي دورة بمصر في مدينة شرم الشيخ، وبالطبع كان قد حضر الرئيس المصري القمة الأفريقية الأخيرة وقمما كثيرة أفريقية أخرى.
إن أهمية تنمية العلاقات الأفريقية مع مصر تخص الجانب التجاري في المقام الأول، فأفريقيا هي قارة واعدة، ونحن نرى تهافت الدول الكبرى على تنمية علاقاتها مع الدول الأفريقية، ليس فقط أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن الصين والهند وماليزيا وإندونيسيا ودول أخرى، لذلك يجب على مصر زيادة وتوطيد علاقاتها التجارية مع أفريقيا خصوصًا وأن مصر عضو في تجمع الكوميسا، الذي يضم 12 دولة لها اتفاقيات تجارة حرة عديدة، مما يزيد من الصادرات المصرية وينعكس إيجابيًا على زيادة الاستثمار في مصر لأن الدول التي ستستثمر في مصر ستجد سوقا كبيرا لمنتجاتها.
كما أنه يجب دعم وسائل الاتصال البري والبحري مع القارة الأفريقية، حيث أنه لا يزال الكثير من الدول الأفريقية حبيسة داخل القارة ويصعب الوصول إليها، لذلك فهناك حاجة إلى تحقيق مشروعات في مجال الطيران أو الطرق أو السكة الحديد، وهناك بالفعل مشروع كبير لإقامة طريق يربط كيب تاون بالإسكندرية، وهو مشروع يعتبر حلما للقارة الأفريقية حيث سيربطها من أقصى الجنوب إلي أقصى الشمال.
أن مصر قادرة على تنفيذ الكثير مع القارة الأفريقية، ولكنها يجب أن يكون هناك تعاون كامل مع الدول الأفريقية القائدة في القارة مثل جنوب أفريقيا ونيجيريا وكينيا وشرق أفريقيا، فنستطيع فعل ذلك لمنفعتهم ومنفعتنا.
وكان رئيس البرلمان الأفريقي، روجيه كوندون، قادما من أكرا في زيارة للقاهرة يلتقي خلالها مع عدد من كبار المسئولين. ومن ضمن الموضوعات المطروحة أثناء الزيارة بحث الترتيبات الخاصة باستضافة مصر للدورة العادية للبرلمان الأفريقي المقرر عقدها في مدينة شرم الشيخ السياحية خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل 2016.
سعت مصر منذ القدم إلى تنظيم علاقتها بدول حوض النيل و الاتصال الدائم بدولها بالاتفاق على الأسلوب الأمثل لاستغلال مياه نهر النيل بما يعود بالنفع على كل دول الحوض مع الحفاظ على حق مصر التاريخي فى مياه نهر النيل. و بالفعل نجحت مصر فى ذلك من خلال عقد العديد من الاتفاقيات سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي، يصل عددها إلى أكثر من 15 اتفاقية ، وقع بعضها أبان فترات الاستعمار و كان لها تأثير على العلاقات الحالية بين مصر و دول الحوض.

المشاركة المصرية في المشروعات المائية مع دول حوض النيل
تفعيل التعاون بين مصر ودول حوض النيل تستند إلى العمل على تحويل نهر النيل إلى محور للبناء والتنمية والتعاون بين كافة دول الحوض، بما يحفظ حقوق كافة الدول الشقيقة في التنمية ويحفظ حق الشعب المصري في الحياة، أخذاً في الاعتبار أن نهر النيل يعد المصدر الأساسي للمياه في مصر.حرصت مصر دائماً على المشاركة الفعالة في كافة مشروعات الري وتوليد القوى وحماية النهر وتطهيره بدول حوض النيل من خلال تقديم الخبرة الفنية والمعونة المادية وقد ظهر هذا الدور المصري جلياً في العديد من المشروعات من بينها:
1- في 1925 قامت مصر بإنشاء خزان سنار على النيل الأزرق لصالح السودان .
2- قامت مصر بدفع تكاليف إنشاء جبل الأولياء فى السودان من أجل توليد الطاقة الكهربائية لمدينة الخرطوم في عام 1932 .
3- اتفقت مصر مع بريطانيا نيابة عن أوغندا في عام 1953 على إنشاء سد أوين عند شلالات أوين ببحيرة فيكتوريا لتكوين رصيد احتياطي ، وقد قامت بدفع تكاليف إنشاء السد والمصاريف السنوية علاوة على تواجد هندسي مصري دائم فى موقع السد للاشتراك مع المسئولين الأوغنديين في الإشراف على تشغيل السد بما يحقق صالح البلدين .
4- بناء على اتفاقية التفاهم الموقعة بين مصر وأوغندا في 1991 تم تنفيذ مشروع توسيع محطة كهرباء خزان أوين .
5- فى 1978 بدء فى تنفيذ مشروع قناة جونجلى ، وبالفعل تم تنفيذ نحو 70% منه إلا أنه توقف فى عام 1983 بسبب نشوب الحرب الأهلية في جنوب السودان ، ومن المتوقع أن يستأنف العمل به بعد توقيع اتفاقية السلام السودانية ودخولها حيز التنفيذ .
6- قيام مصر بحفر عشرات الآبار فى كينيا وكان من بينها المنحة التى قدمتها مصر لكينيا فى مارس 2004 وقدرها اثنين مليون دولار من أجل حفر40 بئراً.
7- إنشاء مركز للبحوث المائية فى تنزانيا .
8- بناء على طلب حكومة الكونغو الديمقراطية ، تقوم مصر بالمشاركة الفنية فى تطوير الإدارة المائية فى الكونغو .
9- تطهير بحيرة فيكتوريا وكيوجا من الحشائش والنباتات المائية في كل من أوغندا وتنزانيا بمنحة قدرها 14 مليون دولار .
10- في مارس 2004 قدمت مصر منحة قدرها 13.9 مليون دولار لأوغندا من أجل بدء المرحلة الثانية لمشروع مقاومة الحشائش المائية من أنهار وبحيرات أوغندا من أجل رفع كفاءة المصايد .
إن مصر مثلما كانت حريصة في السابق على دعم تحرر الدول الأفريقية وحق شعوبها في تقرير مصيرها، فإنها حريصة في الوقت الحاضر على دعم التنمية الشاملة والمستدامة في أفريقيا، وتعزيز التطور الاجتماعي والاقتصادي لكافة شعوب القارة.